تمهيد

تمهيد

الثقافة أو ما يُعرف بالعادات والتقاليد هي واحدة من أهم مكونات الكيان البشري الذي يدفع الناس إلي الأبداع في شتي مناحي الحياة. الثقافة والعادات والتقاليد مصدر الفخر وأداة للتواصل مع الثقافات الأخري كثقافة نظيرة. إن مهمة غرس وتعليم ثقافة وعادات البلد الأم والحفاظ عليها بين مجموعات المهاجرين مهمة أبدية رغم الصعوبات


إن هجرة السودانيين الجماعية الي الولايات المتحدة هي ظاهرة حديثة نسبيا، وعلي عكس الوافدين القدامي الأوائل الذين كانوا بشكل عام من مندوبي التعليم العالي والذين كانت إقامتهم مؤقتة في الولايات المتحدة، فإن الوافدين الجدد يتألفون من جميع فئات المجتمع السوداني وكل الخلفيات التعليمية وكلهم قدموا للولايات المتحدة من أجل الإقامة الدائمة.


برغم واقع الإقامة الدائمة إلا أن معظم المهاجرين لا تروقه فكرة البعد عن الوطن بصورة دائمة، لذلك فإن هذا الواقع يستصعب علي الكثيرين مما يؤدي الي إتخاذ القليل جدا من الإحتياطات لضمان التعايش المتناغم في مجتمعهم الجديد. إلا أن أهم من الإنسجام المجتمعي هو التماسك والوئام داخل الأسرة الواحدة حيث أن وفود المهاجرين وكل الأجيال التالية يختلفون بطبيعة الحال عن آبائهم المهاجرين في مسائل الفردية وحرية الفكر غير ذلك من الأمور الإجتماعية والفكرية، بما في ذلك الثقافة والعادات والتقاليد نفسها


لم يستثني من هذا التعميم المهاجرين السودانيين في جنوب كالفورنيا الذين يرجع تاريخ وصولهم بشكل متقطع وبأعداد قليلة الي الستينيات وحتي الثمانينيات من القرن الماضي. لكن منذ عام 1990 وحتي عام 2000 بدأت أعداد أكبر نسبيا في الوصول الي جنوب كالفورنيا وبصورة مستمرة ومتتالية وشرعوا بصورة طبيعية في تشكيل مجموعة من المجتمعات الصغيرة القائمة أساسا علي وجود السودانيين الآخرين وفرص العمل وغير ذلك من الإختيارات الشخصية


الي ذلك كانت هنالك العديد من المحاولات حيث سعي نفر كبير وعلي مدار السنين لأنشاء كيان يعمل كهيئة موحدة تجمع هذه المجموعات المتفرقة من المهاجرين لسد الفجوة الإجتماعية والثقافية التي توجد ليس فقط بين هذه المجموعات من المهاجرين عموما وبيئتهم الإجتماعية والسياسية الجديدة بشكل عام، ولكن أيضا بين أفراد الأسرة الواحدة اولا وبين المجموعات القبلية من ناحية أخري. منظمة السند هي واحدة من هذه المساعي

Send Us A Message

Would you like to know more about our organization? Ask us anything